شيكو
عدد الرسائل : 88 تاريخ التسجيل : 23/06/2009
| موضوع: هل فعلا التوتر الاسرى يؤثر على الطفل؟؟ ادخلوا هاتعرفوا الإثنين يونيو 29, 2009 12:38 am | |
|
(((((((((((((( توترك يؤثر على طفلك )))))))))))
يغفل عن الغالبية أن حال التوتر التي تلازم الأبوين من جرّاء الأعباء الأسرية قابلة للعدوى، إذ يشعر الطفل بتوتر أبويه من نبرة صوتيهما وتعابير وجهيهما، ليصاب بهذه الحال بدوره وينتابه شعور بعدم الأمان. وقد يفقد سيطرته على نفسه فيبدأ بإلقاء الأشياء على الأرض، أو ينطوي على نفسه أو يتمرّد على الجميع، أو يعزف عن تناول الطعام... وكلّها وسائل يحاول من خلالها إلزام أبويه بالالتفات إليه و منحه بعض الاهتمام. «سيدتي» اطلعت من اختصاصية الطفولة ناهد رشاد على علامات التوتر والقلق لدى الصغار، وأهم الطرق للتعامل مع الطفل في هذه الحالات خلال المراحل الأولى من عمره..
أن ارتفاع مستوى هرمون «الكورتيزول» (هرمون التوتر) لدى الأطفال في سن مبكرة من شأنه أن يؤثر على نمو خلايا مهمّة في المخ تتصل بتنظيم سبل الاستجابة للمواقف العصيبة، الأمر الذي يؤثر على كفاءتهم في التصدي لهذه المواقف والتغلّب عليها. وفي هذا الإطار، تقع على كاهل الآباء مسؤولية إقصاء أبنائهم عن توتر الحياة اليومية، إذ بمقدورهم على الأقل أن يتحكّموا بردود أفعالهم في حالات الغضب والتوتر، بحيث لا يتأثّر بها الأطفال. ومن الضروري أيضاً أن يكونا واعيين لعلامات وأعراض التوتر لدى طفلهما، لأنه لن يأتي من تلقاء نفسه ليخبرهما بأنه يشعر بالقلق أو التوتر، ولا يستطيع أيضاً أن يعبّر بالصورة الصحيحة عن أسباب انزعاجه!
مؤشرات
يمكن التعرّف على علامات التوتر والقلق لدى الأطفال من خلال المقارنة بين ردود أفعالهم تجاه ما يدور في محيطهم من أحداث تتكرّر بصورة شبه يومية، فعلى سبيل المثال: إذا كان الصغير يستمتع عادة بمشاهدة التلفزيون ولكنه بدا منزعجاً في أحد الأيام على غير عادته. وبالمقابل، عندما يبكي طوال فترة وجوده في أحد المراكز التجارية بصحبة أمّه رغم أنه ليس جائعاً أو مريضاً وحفاضه نظيف فهذا يحتّم عدم تركه جالساً في العربة وحيداً طوال فترة التسوق، بل التوقف بين الحين والآخر للتحدث معه أو جرّ العربة بوضع معاكس بحيث يكون وجهه باتجاه الأم، فلا يشعر بالخوف من مشهد الازدحام وتطمئن نفسه. ولعل أفضل الوسائل التي تبعث في طفلك الشعور بالأمان تتمثّل في الإسراع الى طمأنته وتهدئته عندما يبكي، بعكس الاعتقاد السائد لدى بعض الآباء أن منح الطفل كثيراً من الاهتمام يجعله اتكالياً ومتشبثاً بهما طوال الوقت!
الخطوات الأولى
عندما يبدأ الطفل خطواته الأولى، تنتابه رغبة كبيرة بالاكتشاف واختراق الحدود ما يسبّب له قدراً كبيراً من التوتر، فهو يسعى جاهداً للتغلب على التحديات الصعبة كالوصول إلى حوض الاستحمام أو إلى صندوق الألعاب بنفسه ودون مساعدة. كما أن شعور الأم بالإحباط من ابنها لعدم تمكّنه من إنجاز أمر ما يعزّز لديه الشعور بالقلق والتوتر. وعادةً ما يعبّر الأطفال عن توترهم في هذه المرحلة بالضرب وإلقاء الأشياء هنا وهناك، كما يصيبهم الأرق عند النوم. وللتخفيف من معاناتهم، يفضّل تدريب الطفل وتعليمه الصبر والرضا، مع دفعه الى الحديث عن طبيعة الأشياء وسبل التعامل معها، فمجرد شعور الطفل بتفهّم الأهل له يبعث في نفسه الهدوء والراحة. من جهة ثانية، إن الأطفال الذين يرتادون دور الحضانة يحتاجون إلى اهتمام من نوع خاص، فهؤلاء يعانون من ارتفاع هرمون التوتر خلال اليوم، وربما يعود ذلك إلى افتقادهم للمهارات الاجتماعية التي تهيئ لهم سبل التواصل مع الآخرين. ولذا، ينبغي الانتباه جيداً إلى سلوكهم والتأكد من درجة انسجامهم مع أجواء الحضانة. ويمكن التحقّق من هذا الأمر من خلال مراقبة الطفل على مدار أيام عدّة لاكتشاف درجة انسجامه وتجاوبه، إلى جانب الاهتمام به عند عودته إلى البيت.
سن ما قبل المدرسة
يميل الطفل خلال هذه المرحلة العمرية إلى تضخيم الأمور، فتظهر عليه مظاهر جديدة للتوتر. وقد يهيئ له خياله الواسع أشياء مخيفة، فيعتقد بوجود شبح يتربّص به ويريد أذيّته. ورغم أن هذه المخاوف تبدو غير منطقية، لكنها حقيقة لدى الأطفال. ومن العلامات التي تدلّ على إصابة الطفل بالتوتر في هذه السن: > تبوّله على نفسه بصورة مفاجئة. > ممارسته لسلوكيات الصغار (مصّ الإبهام). > التمرّد وعدم الالتزام بالقوانين. > يشعر بالصداع أو ألم في بطنه أو يعزف عن تناول الطعام. ولعل الحلّ يكمن في عدم تجاهل الأهل لمخاوفه، والتعامل معها بجدية ليشعر بقيمته وأهميته لدى الأسرة، فمن خلال طمأنته وتهدئته نستطيع أن نوضح له حقائق كثيرة عن طبيعة العالم الذي يعيش فيه. وبشكل عام، يفضّل التخفيف من مشاهدة الأطفال في هذه السن لأفلام الرعب، لأنهم يتعاملون مع ما يرونه فيها من مشاهد على أنها حقيقة يمكن أن تصادفهم في حياتهم اليومية. ومن المهم أيضاً التحدّث مع الطفل عن مشاعره عمّا يثير فيه القلق، والتأكيد على وجود الأهل بقربه لمساعدته وقت الحاجة، فالطفل قد ينسى ما يتمّ شرحه وإيضاحه له، لكنه لن ينسى أن أبويه يهتمان به وعلى استعداد لمساعدته في أي وقت.
| |
|