نظرت الى وجهي في المرآة.. تأملته طويلا . . رفعت شعري قليلا..و سرحت بعيدا... سنوات تمر كلمح البصر..أيام..و ليال.. فصول تتعاقب [/b] و تنحت أثارها بقلوبنا و ذاكرتنا و وجوهنا..أشخاص يأتون و آخرون يرحلون. .نهجر بعضهم تحت ضغط الظروف و ننسى الكثيرين بلا ندم...
منهم من أسعدنا و منهم من أدمى جسدنا..
كل عابر يترك بصمة بداخلنا و يصبح الجسد كجدار ملطخ ببصمات الأيدي كلما انفردت بنفسك تتذكر أولئك الذين مروا و كنت محطتهم..لا تجهد نفسك لتتذكرهم إذ للجسد ذاكرة..
و القلب لا ينسى..
سنين تذهب في مهب الريح لتبدأ سنة أخرى . . و نبدأ ..نحن لا ندري من أين ..لا نعلم ما بداية العمر الحقيقية أهي صرخة الولادة أم صرخة الألم أم الصرخات المتعاقبة . .أم نبدأ حينما ندرك أننا كبرنا بما فيه الكفاية و نضجت أرواحنا و أصبحت في طريقها للسقوط و التدحرج نحو المنحدر..
حينما أنظر إلى الوراء ألمح أفراحا و ألوانا ودموعا و أشباح او حروبا دامية ..أتذكر فصول الخريف الحزينة و الشتاء الدائم البكاء و المقاعد الخالية الوحيدةفتهزني قشعريرة الحنين..
تبدو لي أماكن زرتها.. أبواب طرقتها..مقاه لم أدخلها.. وجوه أصادفها يوميا و لا أكلمها ..عيون لا أعرف أصحابها..
كل سنة أمل جديد..شمعة كاملة..قاطرة نركبها في انتظار الوصول إلى محطة النهاية سالمين. .و أن ننجو من حوادث الطريق بأقل الخسائر الممكنة في القلب و الوجه و الروح و أن نحافظ ما أمكن على ابتسامتنا . .كرمنا..رومانسيتنا..أصدقائنا..إنسانيتنا..أن نتعود الاستيقاظ بمزاج عذب..أن نصافح بلطف..أن نحضن بحب . . أن نهدي بكرم..أن نصرخ بهمس..أن نرفع أيدينا بالدعاءو المغفرة كل لحظة..
الحياة تنسج قصتناكما تريد.. و القدر يلاحقنا إلى آخر الطريق.. و نحن نجاهد بأمل و تحد و إصرار. .كي لا يهزمنا الزمن و امتحانات الحياة الصعبة..
هي ذي الحياة تحاول أن تمتلكها فتنال منك تسعى للاستمتاع بها و ترويضها و النهل منها فتخبئ لك أفراحك كي تتجرعها بعد سنين ذكريات و حنين و شجنيعذبك و يدمع عينيك..